الأحد، 27 يناير 2013

لماذا جعل الله محمدا صلى الله عليه وسلم نبيا أميا



نحن أمة نعبد الله بإعلان عبوديتها وخضوعها التام له؛ ولذلك حين نتبع منهج القرآن الكريم، نكون قد تميزنا عن البشر جميعا. كيف ؟ لأن أي إنسان في هذه الدنيا ،لا يخضع لله سبحانه وتعالى ،ولا يأخد منهجه عنه , فهو خاضع لمنهج بشري وضعه مساو له من البشر . والبشر له هوى , ففي كل نفس بشرية هوى تريد أن تحققه , ولذلك فهي تضع المنهج الذي يمكنها من التميز على الناس . وإذا نظرت إلى أي منهج بشري وجدت أنه يحقق الفائدة لمن وضعوه ويقدم لهم ميزات غيرهم . فذلك هو طريق البشر . ولكنك إذا خضعت لحكم الله فاعلم أنك خاضع لخالق الأرض والسماء رب كل شىء ومليكه سواء كنت غنيا أو فقيرا , أبيض أو أسود..لا تفرقة ولا ذلة ؛ لأنك أنت ومن أعلى منك خاضعون لمنهج الله. ولذلك فعندما تتبع منهج الله تعيش عزيزا , مرفوع الرأس , ماضيا في طريق الحق . ربما كانت تلك الحكمة هي التي أدت إلىأن يختار الله سبحانه وتعالى نبيا أميا , لا يقرأ ولا يكتب .ذلك أن الله حينما اختار رسوله من البشر – والرسالات في تبليغها للناس . لابد أن تتم عن طريق البشر- فبشرية الرسول ضرورة حتمية , في رسالات الله إلى أهل الأرض ؛ الرسالات هي المنهج , وحياة الرسول الكريم تمثل تطبيق العلم لهذا المنهج. وإذالم يكن الرسول بشرا وكان ملكا لقال الناس كيف نتبع ملكا ونحن بشر, إن هذا الملك له قانونه , فهو مخلوق من نور ونحن مخلوقون من طين , ويستطيع أن يعيش بلا طعام, فلا يأكل ولا يشرب, ونحن لابد أن نبحث عن الرزق ؛ لنطعم أنفسنا وأولادنا . ولاحتج بعضهم أن عدم بشرية الرسول,تجعل تطبيق المنهج مستحيلا . ولكن كون الرسول بشرا, وكونه بشرا من بينهم, يعرفه قومه خير المعرفة, يبطل هذه الحجة, ويجعل تطبيق المنهج سهلا وميسرا؛ لأن الذي يقوم به بشر .
إذن..فالمنهج في مقدور البشر, وهكذا فإن بشرية الرسول حتمية لسلامة التطبيق . فإذا كانت بشرية الرسول حتمية , فلماذا اختار الله سبحانه وتعالى محمدا أميا لا يقرأ ولا يكتب ؟ ومعنى أمي : أي كما ولدته أمه , لم يأخد ثقافة من بشر . فلا هو تثقف على الشرق ولا هو تثقف على الغرب, ولا هو قرأ لفيلسوف , ولا هو اطلع على نظرية إنسان , بل لم يقرأ كلمة في حياته . عندما ياتي هذا الإنسان بكل هذا الإعجلز القرآني , فهو لا يمكن أن يأتي به من ذاته لأنه غير مؤهل لذلك . إذن فالأمية شرف لرسول الله صلى الله عليه وسلم , ودليل على صدق رسالته وإن كانت مهانة لأمثالنا . بل إن اختيار الله سبحنه وتعالى للعرب في جاهليتهم ؛ ليكونوا هم أمة القرآن له حكمة , فلو نزل هذا القرآن في أمة متحضرة في ذلك الوقت , كفارس أو الروم لقالوا : التقاءات حضارية، وهبات عقلية ، وموجات إصلاحية ، قام بها أناس عن حضارة وثقافة ؛ ليقودوا حركة الحياة .
ولكن الأمية التي جاءت لتحجب الفكر البشري عن رسول الله ، والجاهلية التي جاءت لتحجب الرؤية الحضارية عن أمة رسول الله ، إنما جاءتا أيضا لتؤكدان أن هذه الرسالة هي من الله، وأن لا دخل للأرض فيها. ومادام ليس للأرض دخل ، ولا لثقافتها وحضارتها مكان، فالذي قاله، هو " قرآن" ، أوحي إليه من عند الله . والله حين منع رسوله بالأمية ،من ثقافات ومعطيات عقول البشر ، وصله بعالم الغيب والشهادة، فعلمه بالوحي والإلهام، مالم يكن يعلم هو وقومه.
من السيرة النبوية لمحمد متولى الشعراوي
لماذا هو نبي أمي؟
      نحن أمة نعبد الله بإعلان عبوديتها وخضوعها التام له؛ ولذلك حين نتبع منهج القرآن الكريم، نكون قد تميزنا عن البشر جميعا. كيف ؟ لأن أي إنسان في هذه الدنيا ،لا يخضع لله سبحانه وتعالى ،ولا يأخد منهجه عنه , فهو خاضع لمنهج بشري وضعه مساو له من البشر . والبشر له هوى , ففي كل نفس بشرية هوى تريد أن تحققه , ولذلك فهي تضع المنهج الذي يمكنها من التميز على الناس . وإذا نظرت إلى أي منهج بشري وجدت أنه يحقق الفائدة لمن وضعوه ويقدم لهم ميزات غيرهم . فذلك هو طريق البشر . ولكنك إذا خضعت لحكم الله فاعلم أنك خاضع لخالق الأرض والسماء رب كل شىء ومليكه سواء كنت غنيا أو فقيرا , أبيض أو أسود..لا تفرقة ولا ذلة ؛ لأنك أنت ومن أعلى منك خاضعون لمنهج الله. ولذلك فعندما تتبع منهج الله تعيش عزيزا , مرفوع الرأس , ماضيا في طريق الحق .
   ربما كانت تلك الحكمة هي التي أدت إلىأن يختار الله سبحانه وتعالى نبيا أميا , لا يقرأ ولا يكتب .ذلك أن الله حينما اختار رسوله من البشر – والرسالات في تبليغها للناس . لابد أن تتم عن طريق البشر- فبشرية الرسول ضرورة حتمية , في رسالات الله إلى أهل الأرض ؛ الرسالات هي المنهج , وحياة الرسول الكريم تمثل تطبيق العلم لهذا المنهج. وإذالم يكن الرسول بشرا وكان ملكا لقال الناس كيف نتبع ملكا ونحن بشر, إن هذا الملك له قانونه , فهو مخلوق من نور ونحن مخلوقون من طين , ويستطيع أن يعيش بلا طعام, فلا يأكل ولا يشرب, ونحن لابد أن نبحث عن الرزق ؛ لنطعم أنفسنا وأولادنا . ولاحتج بعضهم أن عدم بشرية الرسول,تجعل تطبيق المنهج مستحيلا  . ولكن كون الرسول بشرا, وكونه بشرا من بينهم, يعرفه قومه خير المعرفة, يبطل هذه الحجة, ويجعل تطبيق المنهج سهلا وميسرا؛ لأن الذي يقوم به بشر .
    إذن..فالمنهج في مقدور البشر, وهكذا فإن بشرية الرسول حتمية لسلامة التطبيق . فإذا كانت بشرية الرسول حتمية , فلماذا اختار الله سبحانه وتعالى محمدا أميا لا يقرأ ولا يكتب ؟ ومعنى أمي : أي كما ولدته أمه , لم يأخد ثقافة من بشر . فلا هو تثقف على الشرق ولا هو تثقف على الغرب, ولا هو قرأ لفيلسوف , ولا هو اطلع على نظرية إنسان , بل لم يقرأ كلمة في حياته . عندما ياتي هذا الإنسان بكل هذا الإعجلز القرآني , فهو لا يمكن أن يأتي به من ذاته لأنه غير مؤهل لذلك . إذن فالأمية شرف لرسول الله   صلى الله عليه وسلم , ودليل على صدق رسالته وإن كانت مهانة لأمثالنا . بل إن اختيار الله سبحنه وتعالى للعرب في جاهليتهم ؛ ليكونوا هم أمة القرآن له حكمة , فلو نزل هذا القرآن في أمة متحضرة في ذلك الوقت , كفارس أو الروم لقالوا : التقاءات حضارية، وهبات عقلية ، وموجات إصلاحية ، قام بها أناس عن حضارة وثقافة ؛ ليقودوا حركة الحياة .
   ولكن الأمية التي جاءت لتحجب الفكر البشري عن رسول الله ، والجاهلية التي جاءت لتحجب الرؤية الحضارية عن أمة رسول الله ، إنما جاءتا أيضا لتؤكدان أن هذه الرسالة هي من الله، وأن لا دخل للأرض فيها. ومادام ليس للأرض دخل ، ولا لثقافتها وحضارتها مكان، فالذي قاله، هو " قرآن" ، أوحي إليه من عند الله . والله حين منع رسوله بالأمية ،من ثقافات ومعطيات عقول البشر ، وصله بعالم الغيب والشهادة، فعلمه بالوحي والإلهام، مالم يكن يعلم هو وقومه.
من السيرة النبوية لمحمد متولى الشعراوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق