الأربعاء، 3 أبريل 2013

القراءة....القراءة في الكتب لا تعوضها القراءة في غيرها...


أمة اقرأ ..... لا تقرأ

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

منقولhttp://forums.3roos.com/3roos644343/




إنها دعوة لتغيير و ضع الكتاب الذي ركناه جانبا لنعيد فتحه من جديد ...
معلوم أن أول آيات أوحى بها الله عز وجل لرسوله الكريم صلى الله عليه و سلم
كانت الآيات الخمس الأولى من سورة العلق قال تعالى : (( اقرأ باسم ربك الذي خلق *خلق الإنسان من علق * اقرأ و ربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم*))


فكانت اقرأ الكلمة الأولى الموحى بها من الله عز و جل إلى
رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم ليبلغها إلى هذه الأمة
فأصبحت أمتنا أمة اقرأ إلا إنها للأسف لم تعد تقرأ !...
و من هذا المنطلق أحببت أن أكتب هذا الموضوع ...


و من القلة الذين يقرؤن نجد أكثريتهم يقرؤن المجلات الفنية و مجلات الأطفال و الصحف الرياضية .... أما من أضطر لقراءة كتاب ألزمه به البحث العلمي – بعيدا عن الكتب الدراسية طبعا –
فإنّ نجده يقرؤه على تأفف ينظر بين لحظة و أخرى ليرى كم بقي من الصفحات لينهيه؛

على عكس السلف الصالح الذين قال أحدهم و هو ابن الجهم :

إنني إذا استحسنت الكتاب و استجدته و رجوت منه الفائدة و رأيت ذلك فيه
تراني ساعة بعد ساعة أنظر كم بقي من ورقه مخافة استنفاده و انقطاع المادة من قلبه ،
و إن كان المصحف عظيم الحجم كثير الورق كثير العدد فقد تم عيشي و كمل سروري ...
عجباً ! يتم عيشه و يكمل سروره كلما كان الكتاب الذي بين يديه ضخم في مادته عميق في أفكاره..

قد يتساءل البعض و لماذا اقرأ و أنا أستطيع أن أجد المعلومة بأقل جهد و بأسرع وقت عبر هذه الشبكة ؛ فأقول له : إنك ما جربت متعة قراءة الكتاب ، وما جربت متعة أن تسرح بخيالك مع إبداع تلك الكلمات ! إنه إحساس لا تشعر به إلا عندما تمسك الكتاب -الذي يحمل تلك الكلمات- بين يديك ، ثم من قال أننا نقرأ فقط عندما نبحث عن معلومة بعينها و لكننا نقرأ لتوسيع مداركنا الفكرية ، و العلمية ، و الثقافية ، و الاجتماعية ، و العاطفية أيضا ... و إليك إجابة أخرى اقتبسها ممن هم أكثر مني خبرة وردت على لسان العقاد – رحمه الله –الذي قال عن القارئ (( ليس من اللازم اللازب أن يطلع عليه ( أي الكتاب ) ليكتب في موضوعه و لكنه يطلع عليه لينفذ إلى بواطن الطبائع و أصولها الأولى و يعرف من ثم كيف نشأ هذا الإحساس أو ذاك ؛ فيقترب بذلك من صدق الحس و صدق التعبير و لو في غير هذا الموضوع ))
و عن حبه للقراءة قال (( إنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا ،
و حياة واحدة لا تكفيني و لا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة ،
و القراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد
لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق و إن كانت لا تطيلها بمقادير الحساب ))
و في المقالة ذاتها قال أيضا (( لا أحب القراءة لأنني زاهد في الحياة و لكنني أحب القراءة
لأن حياة واحدة لا تكفيني و مهما يأكل الإنسان فإنه لن يأكل بأكثر من معدة واحدة
و مهما يلبس فإنه لن يلبس على غير جسد واحد و مهما يتنقل في البلاد
فإنه لا يستطيع أن يحل في مكانين
و لكنه بزاد الفكر و الشعور و الخيال يستطيع أن يجمع الحيوات في عمر واحد !!))

و لا أريد أن أنقل كل المقالة رغم قيمتها العالية حتى لا أطيل ؛
كما أنني أرى أن ما كتبته منها كافيا لشرح الفرق بين أن تقرأ كتاب بين يديك
و تقرأ معلومات على الشبكة ؛ و للفائدة فإن المقالة كاملة في كتاب "أنا" لعباس محمود العقاد

كثيرا ما تساءلت لماذا قال المتنبي : خير جليس في الزمان كتاب
و وجدت الإجابة عند الجاحظ الذي كتب (( الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك ، و الصديق الذي لا يغريك ،
و الرفيق الذي لا يملّك ، و المستميح الذي لا يستريثك ، و الجار الذي لا يستطيبك ،
و الصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق ، و لا يعاملك بالمكر ، و لا يخدعك بالنفاق ،
و لا يحتال عليك بالكذب . و الكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك و شحذ طباعك و بسط لسانك
و جوّد بنانك و فخّم ألفاظك و بحبح نفسك و عمّر صدرك و منحك تعظيم العوام و صداقة الملوك
و عرفت به في شهر ما لا تعرفه من أفواه الرجال في دهر ))
إنها ليست فلسفة و لا تنظير و لكنها الحقيقة عن تجربة شخصية فالكتاب
هو الأقدر على تغيير مزاجي و فكري في ساعات ...

هل تعرف ماذا كان يعمل الغزاة إذا دخلوا لاحتلال الأرض العربية الإسلامية ؟

كانوا يتخلصون من مكاتبهم و كتبهم لأنها العامل الأول في تنمية عقولهم
و أشهر أحداث التاريخ تشهد بذلك فحين غزى التتار " المغول " بغداد تغير لون نهري دجلة و الفرات
،أتعرف لماذا ؟ لأن التتار قاموا بإغراق كثير من الكتب العظيمة الضخمة
و المخطوطات التاريخية فيه فامتزج ماؤه بحبر تلك الكتب مما أدى إلى تغيير لونه .
ناهيك عن الكتب التي أحرقوها ؛ و لا ريب أن ما نعانيه اليوم من تخلف هذه الأمة و تأخرها
بسبب ترك أبنائها للكتاب و إهمالهم للقراءة ،و بالتأكيد ليس هذا هو السبب وحده
و لكنه أحد الأسباب فلا تنس أن القراءة هي الأمر الإلهي الأول ...

و إليك بعض أقوال العلماء عن القراءة :

قال الحسن اللؤلؤي : غبرت أربعين عاما ما قلت و لا بت و لا اتكأت إلا و الكتاب موضوع على صدري .
و قيل أيضا : (الإنسان القارئ تصعب هزيمته)
و : (إن قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي فـي المدرسة بألف مرة )
: (من أسباب نجاحي وعبقريتي أنني تعلمت كيف انتزع الكتاب من قلبه )
قال ألبيرتو مانغويل: (ان القراءة مفتاح العالم)
و قال: (اقرأ كي تحيا).
قال الطبيب الشهير د.سوس: ( كلما قرأت أكثر كلما عرفت أشياء أكثر،كلما تعلمت أكثر كلما حققت إنجازات أكثر) .
قال جيمس تريليس: (نحن نقوم بتعليم أطفالنا القراءة جيداً في المدارس،ولكننا ننسى تعليمهم حب القراءة ) .
قال الكاتب الفرنسي مونتين : ( أن تقرأ يعني أن تجد الصديق الذي لن يخونك أبداً) .
قال الرئيس الأمريكي الثالث جيفرسون: ( إن الذين يقرؤون فقط هم الأحرار،ذلك لأن القراءة تطرد الجهل والخرافة،وهما من ألذ أعداء الحرية ) .

أخيرا : اقرأ ؛ و أحرص على أن تجد فيما تقرؤه الفائدة

فمن العبث أن تقرأ كتابا لا تخرج منه بشيء سوى التفاهات .
و تذكر دائما أن المعرفة بالشيء خير من الجهل به
و أقصر سُبل المعرفة : القراءة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق